مُذكراتُ ليلٍ لا ينقضي
لا يجدر بمزكوم أن يكتب، لأنه لا يشعر بشيء إلا من خلال أنفه.. لكنه لو كتب حينها فإنه لا محالة يترجم شعورًا يُلحُّ عليه أكثر من أنفه المتورم .. أفكار ومشاعر تستبيح حياتنا وتطرقنا كعامل منجم ظل يضرب الصخرة يظن أنه نبي الله موسى، وأن الصخرة ستنفجر اثنتَي عشرة عينًا، ولكنها لم تفعل ولم يتوقف هو أيضًا عن ظنونه...! لا أصدق المذكرات كثيرًا لأننا ننتقي فيها ما نريد كتابته عن أنفسنا لا الواقع بالضرورة، ولأنها قد تغدو حِيلة العاجز... لكننا لا نكتب إلا حين نُثـْقلُ وتنوءُ قلوبُنا بما نحمل، حين تتوقف عجلة حياتنا عن الدوران، لأن آلاف الكلمات والمواقف والأفكار لم يعد لها متسع في رحلة جديدة، إذاً علينا أن نتخفف من عبئنا هذا بالكتابة..! طموحات المستقبل.. هذا سؤال المرحلة بالنسبة لي.. سؤال ماذا بعد...! الأكثر إلحاحًا، وسخرية في آنٍ معًا..! ماذا ننتظر من المستقبل ؟؟ بالنسبة لي فإني مع الحروب الدائرة حولنا، ووصف الدائرة ليس عبثًا، إذ نحن نعيش حقيقة في منتصفها، ونراها تضيق شيئًا فشيئًا حتى تكاد تلتهمنا.. نعم سيأتي اليوم الذي تلتهمنا فيه هذه الحرب، ولكن الحمد لل...