المشاركات

عرض المشاركات من 2017

كم لَبِثـنـا؟!

أكتب هنا عن العمر.. كثير من الأسئلة، وقليل من الإجابات! سأل أدونيس ذات مرة الشاعرة العراقية لميعة عباس عن عمرها في مجلس عام، متجاوزاً بذلك الذوقيات المتعارف عليها في هذا الشأن، لكنها لم ترتبك وأجابت: «عمري خمسة آلاف سنة». يعلق أحدهم "هل راوغت سليلة عشتار حين قرنت عمرها بعمر حضارتها ؟؟" قد ننجو من سؤال كهذا أمام الآخرين ولكن هل ننجو منه أمام أنفسنا؟ لا أفهم العمر أبداَ لا أفهم معنى هذا الرقم الذي يطلق علينا كل سنة، ولا أعرف لماذا أصاب بالذعر عندما أنظر إلى الساعة أو إلى التاريخ بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى كأنني لم أر شيئاً! صديقتي "الدكتورة" قالت لي مهنئة بحصولي على درجة الماجستير تحثني على مواصلة الدراسة "أنا ضيعت الثلاثين بس أخدت الدرجة" خفت أو لعلي اكتأبت بعد قولها، متى يمكننا أن نقول بأن عمرنا ضاع في سبيل تحقيق شيء ما! وما هي الأشياء التي تستحق أن نقضي هذا العمر فيها! وهل يا ترى قد نكتشف بعد هدر السنوات الطوال أننا كنا في المكان الخطأ أو أن جهدنا ليس ذا قيمة تذكر! وأننا فقط انسقنا لما يفترض من حولنا بنا أن نفعله فوجدنا أنفسنا أخيراً في هذه النت...

لماذا اخترت البلاغة؟

نوقشت رسالتي المُعنونة بـ(الجملة الخبرية والإنشائية بين النظرية والاستعمال في النثر العربي القديم والحديث : دراسة تطبيقية مقارنة في كتابي "جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب" لسيد أحمد هاشمي، و"مرفأ الذاكرة" لنخبة من الكتاب العرب) وأجيزت بتاريخ 20/12/2016. (أعتذر على طول العنوان!) ولما أعتقده من أهمية البحث البلاغي وضرورة تحرير الدراسات العلمية من أسر الرفوف وغبار الأدراج، لذلك فإني ارتأيت أن أعرّف - ولو بشكل بسيط- بدراستي، وبهدف البلاغة كما أراه، وبدور البلاغة الذي أطمح أن يغدو واقعاً.   فقررت نشر هذه الأجزاء من مقدمة رسالتي: "تناقش هذه الرسالة مبحثَي الخبر والإنشاء، وتهدف إلى قراءة صورة هذين المبحثين في التنظير البلاغي، وفي واقع الاستعمال؛ للإجابة عن سؤال رئيس هو: "هل وافقت الصورة النظرية للخبر والإنشاء واقع استعمالهما"؟ وهذا السؤال وإن كان خاصاً بهذين المبحثين إلا أنه اقتراح وسؤال مفتوح للبحث في البلاغة العربية بعامة، في مدى شمول النظرية البلاغية لواقع الاستعمال أولاً، وتساؤل عن مواطن الجمال ثانياً؛ كي تبقى البلاغة مسيسة الصلة بم...